{ولقد جاء آل فرعون النذر} الإنذار على لسان موسى وهارون عليهما السَّلام.{كذبوا بآياتنا} التِّسع {كلها فأخذناهم} بالعذاب {أخذ عزيز} قويٍّ {مقتدر} قادرٍ لا يعجزه شيء. ثمَّ خاطب العرب فقال: {أكفاركم خيرٌ من أولئكم} الذين ذكرنا قصَّتهم {أم لكم براءة} من العذاب {في الزبر} الكتب تأمنون بها من العذاب.{أم يقولون} كفَّار مكَّة: {نحن جميع منتصر} جماعةٌ منصورون.{سيهزم الجمع} أَي: جمعهم {ويولون الدبر} ينهزمون فيرجعون على أدبارهم، وكان هذا يوم بدرٍ.{بل الساعة موعدهم} للعذاب {والساعة أدهى وأمر} أشدُّ أمراً وأشدُّ مرارةً ممَّا يلحقهم في الدُّنيا.{إنَّ المجرمين في ضلال} في الدُّنيا {وسعر} نارٍ في الآخرة.{يوم يسبحون} يجرُّون {في النار على وجوههم} ويقال لهم: {ذوقوا مسَّ سقر} إصابة جهنَّم إيَاكم بالعذاب.{إن كلَّ شيء خلقناه بقدر} أَيْ: كلُّ ما خلقناه فمقدورٌ مكتوبٌ في اللَّوح المحفوظ، وهذه الآيات نزلت في القدرية الذين يُكذِّبون بالقدر.{وما أمرنا} لشيءٍ إذا أردنا تكوينه {إلاَّ واحدة} كلمةٌ واحدةٌ، وهي {كن} {كلمح بالبصر} في السُّرعة كخطفة البصر.{ولقد أهلكنا أشياعكم} أشباهكم في الكفر من الأمم الماضية.{وكل شيء فعلوه في الزبر} في كتب الحفظة.{وكلُّ صغير وكبير} من أعمالهم {مستطر} مكتوبٌ.{إنَّ المتقين في جنات ونهر} ضياءٍ وسعةٍ. وقيل: أراد أنهاراً، فوحَّد لوفاق الفواصل.{في مقعد صدق} في مجلس حقٍّ لا لغوٌ فيه ولا تأثيمٌ {عند مليك مقتدر} وهو الله تعالى. و{عند} إشارةٌ إلى الرُّتبة والقربة من فضل الله ورحمته.